السبت، 20 ديسمبر 2008

صورة تجسد العلاقة الحميمية بين المسيحيين والمسلمين


فى رحاب الرسالة

الأب القمص/ فليوثاوس فرج

فى يوم عيد القيامة المجيد فى زحمة التهانى وتوزيع الأمانى ونشر صالح الدعوات كانت دعوة وزارة الإرشاد والمجلس القومى للذكر والذاكرين إلتفافاً وإحتضاناً لكتاب (فى رحاب الرسالة) وإحتراماً لشيخ وقور فتح قلبه للآخر هو مولانا النيل أبوقرون كان إحتفال تقديم هذا الكتاب بإعتباره مساهمة مقدرة فى هذه المرحلة من تاريخ الأمة الفكرى والدينى كما حملت كلمات كتاب الدعوة ، وكان الحضور أنيقاً وقوراً جميلاً زاده وقاراً حضور الشيخ أبو قرون فى هدوء الصوفية وسلام الإيمان وإشراقة حب الآخر ، وزين الحضور الوزير الأمير أزهرى التجانى صاحب كيمياء التوبة والباحث عن كيماء المحبة والفاهم لدينه والساعى لإعمال الدين فى البناء الإجتماعى بإعتباره أقوى المفاعلات الروحية والراغب فى التدين سعياً نحو السلام الإجتماعى حيث أن التدين هو سمة مميزة لشخصية السودانى المتميزة .
والحضور لهذا الإعلام كانوا نفراً متميزاً من فصيلة الإعلاميين والأدباء والشعراء ورجال الدين ، وقد أعجبت بالكلمات التى سمعتها من كثيرين كيف يهندس الكلمات وكيف يجعل الإجتماع إجتماعاً شعبياً قوياً رغم أن رائحة الحكومة تملأ المكان بأريج طيب لا يمكن أن يقلى فى بحر النسيان .
مداخلتى المتواضعة : ورغم ضيق الوقت لكى أكتب تعليقاً عن الكتاب ولكننى إرتجلت مداخلة لأن الكتاب ليس غريباً فقد قرأت مسودته وأعجبنى تفكير مولانا والذى هو نفسه قريب جداً إلى قلبى نتعاطى المحبة معاً فى لقاءات فى منزله العامر بضاحية أبو قرون وفى منزلى أيضاً بالديوم الشرقية ، وهذه الزيارات هى عبارة عن ندوات روحية نتوخى التآخى ونبحث عن محطات التلاقى وتعمر قلوبنا بالمحبة الروحانية التى أودعها الله فى كياننا وأذكر أن الأستاذة الصحفية حرم الرشيد شداد أعجبت بأحد هذه اللقاءات وكتبت عنه مقالاً عنوانه (تعالوا إلى كلمة سواء) فى جريدة السودانى الغراء وقد صدرت كتابى روحانية الروح والجسد بهذا المقال الرقيق مثل رقتها الأنيق مثل أناقة اللقاء .
وتمتد محبتى الخاصة إلى رجال الصوفية فى السودان وأذكر مايدور من حوار فى منزلنا أو فى مسيد الصوفية مع مولانا الراحل بروفيسور حسن الفاتح قريب الله مع إبنه المبارك أحمد حسن الفاتح وشقيقه بروفيسور الطيب الفاتح قريب الله . وأقول أن الصوفية فى السودان هى الإسلام المتميز الهادىء الذى لا يكن للآخر سوى كل محبة والصوفية محبة والمحبة عند الصوفية حبة حبة .
وتذكرت وذكرت فى مداخلاتى مولانا الشيخ عوض الله صالح مفتى جمهورية السودان الديمقراطية يوم أن إلتقينا فى مؤتمر عن الخصوبة الإختيارية وأخذنى فى حضنه كنت وقتها شاباً يافعاً وضمنى إلى صدره وهو يقول نحن ينبغى أن نلتقى كثيراً حتى لا نقصر فى حق أبنائنا لأن مثل هذه القاءات تقرب المسافات وتوسع وتزيد مساحات الود والإحترام بين المسيحية والإسلام ، وكيف أعترض مولانا عوض الله صالح على أحد المحاضرين عندما بدأ يقسم المجتمع إلى مسيحيين ومسلمين من ناحية نسبة الإنجاب وقال لماذا يا ولدى هذا التقسيم .
وطالبت الحاضرين أن يهتموا بالمباحثات الهادئة الطيبة التى تبحث عن القواسم المشتركة . لأن كتابنا المقدس يقول والمباحثات الغبية والسخيفة إجتنبها عالماً أنها تولد الخصومات وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم وصبوراً على المشقات (( تيموثاس الثانية23:2)) وأما المباحثات الغبية والأنساب والخصومات والمنازعات الناموسية فاجتنبها لأنها غير نافعة وباطلة (تيطس 9:3) واندهش عندما قال أحد المتكلمين إننا ندعو كل يوم أن يصير بوسن مسلماً هذا أمر غريب لا يتناسب مع الاسلام لان بوسن مسيحى وهو ليس بكافر وهذا الكلام فيه استعلاء على الاخر ومحاولة للإستيلاء على الاخر .
والاستعلاء والاستيلاء هما شران يبعداننا عن عمق الدين وهو التواضع ووداعة القلب ونحن ينبغى أن نبدأ بإحترام الاخر واحترام فكره وعقيدته وعبادته وليس صعباً على الله أن يكون الناس على دين واحد لكى نتنابز ونتعارك ونتضارب فهذا ليس من الدين إنما لكى نتنافس فى حب الله الذى خلفنا جميعاً من أب واحد وأم واحدة ونحن مطالبون بالتأجيل وبالتعجيل فالحكم على الآخر مؤجل لليوم الأخير ولكن حب الآخر معجل ينبغى أن نبدأ به من الآن ولا نؤجل ما يعجله الله ولا نعجل ما يؤجله الله .
مولانا النيل أبو قرون قدم فى كاتبه للآخر رفض أن يوصم أى دين بأنه ألغى الآخر بل كل دين يكمل الدين الآخر وهذه بعض وقفات فى رحاب الرسالة :

1. ذهب كثير من الدعاة إلى التغاضى عن الرحمة والحديث عن العذاب المؤجل فخوفوا وأرعبوا وهددوا وقنطوا ، من لايستجيب لتخويفهم بالمواعظ خوفوه بالسلاح فإن لم يستجيب فعليه رحمة الله (صفحة 5) .
2. ظل المعلم يرشد ويبين للناس القيم وحسن الخلق ليخرجهم من ظلمات سوء السلوك وغلظة التعامل وتوتر العلاقات وإظهار الغضب إلى نور الإخاء وحسن التعامل والمحبة والتسامح وعدم الإكراه لأن أفضل ما يعطى المرء هو حسن الخلق (صفحة 13) .
3. إن الذين يزجرون أصحاب المعاصى بمواعظهم القاسية هم الأحوج إلى الموعظة ، يسروا ولاتعسروا وبشروا ولاتنفروا (صفحة 38) .

معذرة قرائى فالكتاب جميل وكل كلماته جميلة ، لم أوفق فى عرضها كلها وأمامكم الكتاب القيم لتقرأوه قراءة هادئه وأنتم خير القراء فى كل العالم .

هناك تعليق واحد:

محمد امين ابو العواتك يقول...

التحيه و التقدير للاب القمص فليو ثاوث سفير السلام و المحبه.. و انتهز هذه الفرصه فى هذه الايام المباركات لاتقدم له واسرته الكريمه و اتباعه ولكل الاخوه احباب سيدنا المسيح عيسى بن السيده مريم
العذراء..روح الله و كلمته... بالتهنئه بمناسبة ذكرى الميلاد المجيد...سائلين الله ان يعود علينا ونحن اكثر سلاما و حبا و قربا.

من نحن

صورتي
مجموعة من الأحباب التقوا على النور المبين في حب خير المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وبارك وشيخهم في ذلك النيل أبو قرون حفظه الله ورعاه.